في ما مضى (كتابات فصحى)1998

في عام 1998 قرأت عنوان في الصفحة الأولى لخبر مفاده بان هناك تبادل للأسرى بين أفغانستان (أيام طالبان طبعا) وإيران بإشراف الصليب الأحمر


في ما مضى ..
جهادنا.. كان على نفس اللواء
في ما مضى ..
رجاؤنا.. لله في ذات الدعاء
في ما مضى ..
قلوبنا.. ترنوا إلى الباري سواء
واليوم نغدو في شقاق
لسنا على ذاك الوفاق
إيماننا أمسى رداء
ليس على ذاك النقاء


الدين لا يعني صور
تناقلت بين البشر
بين الضحى والعصر .. أو وقت المساء
الدين أسمى غاية
لله يبقى راية
محمولة فينا .. رجالا أو نساء
إيماننا .. ليس على ذاك النقاء

تمزقت أشلاؤنا
تفرقت أرزاقنا
بتنا على الهم كثر
وليس فينا أقوياء
إيماننا .. ليس على ذاك النقاء


تباعدت .. في قربها المصائر
تجاسرت .. عن طيبها الضمائر
وتسلل البغض إلى السرائر
توطنت أيامنا المساء
إيماننا .. ليس على ذاك النقاء


اهكذا .. إيماننا يكون
اهكذا .. إسلامنا يهون
استفحلت آفاتهم فينا
تشكل الجهل لنا دينا
وأصبح العقل من الجنون
والفكر قد أضحى مجون
من يقتدي بسادة الخوف
بأحلام .. بقايا الضعفاء
إيماننا .. ليس على ذاك النقاء


لن تفهموا الرسالة
يا سادة الجهالة
سيد خلق الله .. قد نادى بها
بأمره تعالى
أفاقكم من نومكم
أبلغكم من أمركم
واليوم لم يبق لكم
منها سوى أسماء
تمزق الصف وعدتم للوراء
إيماننا .. ليس على ذاك النقاء


قتل واسر وحروب
سلب ونهب وهروب
ثوب تبان ثقبه
من بين آلاف الثقوب
والمشكلة .. أن الذي يدعو إلى الصلح غريب
ليس شقيقا أو قريب
بسم الذي كان صليب
يدعو لحق الأبرياء
إيماننا .. ليس على ذاك النقاء


بوساكت
اكتوبر 1998